قوله : { وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } معطوف على ما قبله ، أي واسألهم وقت تأذن ربك ، وتأذن تفعل من الإيذان ، وهو الإعلام . قال أبو علي الفارسي : آذن بالمد أعلم ، وأذّن بالتشديد نادى . وقال قوم : كلاهما بمعنى أعلم ، كما يقال : أيقن وتيقن ، والمعنى في الآية : واسألهم وقت أن وقع الإعلام لهم من ربك { لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ } قيل : وفي هذا الفعل معنى القسم كعلم الله ، وشهد الله ، ولذلك أجيب بما يجاب به القسم ، حيث قال : { لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ } أي : ليرسلنّ عليهم ويسلّطن ، كقوله : { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ } { إلى يَوْمِ القيامة } غاية لسومهم سوء العذاب ممن يبعثه الله عليهم ، وقد كانوا أقماهم الله هكذا أذلاء مستضعفين معذبين بأيدي أهل الملل ، وهكذا هم في هذه الملة الإسلامية ، في كل قطر من أقطار الأرض ، في الذلة المضروبة عليهم والعذاب والصغار ، يسلمون الجزية بحقن دمائهم ، ويمتهنهم المسلمون فيما فيه ذلة من الأعمال التي يتنزه عنها غيرهم من طوائف الكفار . ومعنى { يَسُومُهُمْ } يذيقهم . وقد تقدّم بيان أصل معناه ، ثم علل ذلك بقوله : { إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العقاب } يعاجل به في الدنيا كما وقع لهؤلاء { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي : كثير الغفران والرحمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.