فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (18)

وجملة { قَالَ اخرج مِنْهَا } استئناف ، كالجمل التي قبلها ، أي من السماء أو الجنة أو من بين الملائكة كما تقدّم { مَذْءومًا } أي مذموماً من ذأمه إذا زمَّه ، يقال : ذأمته وذممته بمعنى . وقرأ الأعمش «مذموماً » . وقرأ الزهريّ «مذوماً » بغير همزة ؛ وقيل المذءوم : المنفي ، والمدحور : المطرود . قوله : { لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } قرأ الجمهور بفتح اللام على أنها لام القسم ، وجوابه : { لأَمْلانَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } وقيل : اللام في { لَّمَن تَبِعَكَ } للتوكيد ، وفي { لأَمْلاَنَّ } لام القسم . والأوّل : أولى ، وجواب القسم سدّ سدّ جواب الشرط ، لأن مَنْ شرطية ، وفي هذا الجواب من التهديد ما لا يقادر قدره . وقرأ عاصم في رواية عنه : { لَّمَن تَبِعَكَ } بكسر اللام ، وأنكره بعض النحويين . قال النحاس : وتقديره والله أعلم ، من أجل من اتبعك كما يقال : أكرمت فلاناً لك . وقيل : هو علة لا خرج ، وضمير { مّنكُمْ } له ولمن اتبعه ، وغلب ضمير الخطاب على ضمير الغيبة ، والأصل منك ومنهم .

/خ18