فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُونَ} (94)

قوله : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مّن نَّبِيٍّ } لما فصل الله سبحانه أحوال بعض الأنبياء مع أممهم ، وهم المذكورون سابقاً ، أجمل حال سائر الأمم المرسل إليه : أي وما أرسلنا في قرية من القرى من نبيّ من الأنبياء . وفي الكلام محذوف ، أي فكذب أهلها إلا أخذناهم ، والاستثناء مفرّغ ، أي ما أرسلنا في حال من الأحوال ، إلا في حال أخذنا أهلها ، فمحل أخذنا النصب . والبأساء : البؤس والفقر . والضراء : الضرّ . وقد تقدم تحقيق معنى البأساء والضراء { لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } أي لكي يتضرعوا ويتذللوا ، فيدعوا ما هم عليه من الاستكبار وتكذيب الأنبياء .

/خ100