فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُونَ} (94)

{ وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون 94 ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آبائنا الضراء والسراء فأخذتهم بغتة وهم لا يشعرون 95 ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون 96 } .

{ وما أرسلنا } لما فصل الله سبحانه أحوال بعض الأنبياء مع أممهم وهم المذكورين سابقا أجمل حال سائر الأمم المرسل إليها ، والمعنى ما أرسلنا في حال من الأحوال { في قرية } من القرى { من } مزيدة لتوكيد النفي { نبي } من الأنبياء فكذبه أهلها { إلا أخذنا أهلها } استثناء مفرغ من أعم الأوحال { بالبأساء } أي البؤس وشدة الفقر { والضراء } أي وبالضر .

وقال الزجاج : البأساء كل ما نالهم من الشدة في أموالهم والضراء كل ما نالهم من الأمراض ، وقيل البأساء الشدة وضيق العيش ، والضراء سوء الحال ، وقد تقدم تفسيرهما { لعلهم يتضرعون } أي لكي يتضرعوا ويتذللوا فيدعوا ما هم عليه من الاستكبار وتكذيب الأنبياء ، وفيه تخويف وتحذير لكفار قريش وغيرهم من الكفار لينزجروا عما هم عليه من الكفر والتكذيب .