قوله : { ثُمَّ بَدَّلْنَا } معطوف على { أخذنا } أي ثم بعد الأخذ لأهل القرى بدّلناهم { مَكَانَ السيئة } التي أصبناهم بها من البلاء والامتحان { الحسنة } أي الخصلة الحسنة ، فصاروا في خير وسعة وأمن { حتى عَفَواْ } يقال عفا كثر ، وعفا درس ، فهو من أسماء الأضداد ، والمراد هنا : أنهم كثروا في أنفسهم وفي أموالهم ، أي أعطيناهم الحسنة مكان السيئة ، حتى كثروا { وقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضراء والسراء } أي قالوا هذه المقالة عند أن صاروا في الحسنة بعد السيئة ، أي أن هذا الذي مسنا من البأساء والضراء ، ثم من الرخاء والخصب من بعد ، هو أمر وقع لآبائنا قبلنا مثله . فمسهم من البأساء والضراء ما مسنا ، ومن النعمة والخير ما نلناه ، ومعناهم : أن هذه العادة الجارية في السلف والخلف ، وأن ذلك ليس من الله سبحانه ابتلاء لهم ، واختبارا لما عندهم ، وفي هذا من شدة عنادهم وقوة تمردهم وعتوّهم ما لا يخفى ، ولهذا عاجلهم الله بالعقوبة ولم يمهلهم فقال : { فأخذناهم بَغْتَةً } أي فجأة عقب أن قالوا هذه المقالة من دون تراخ ولا إمهال «و » الحال أن { هُمْ لا يَشْعُرُونَ } بذلك ولا يترقبونه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.