{ قَدِ افترينا عَلَى الله كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ } التي هي الشرك { بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا الله مِنْهَا } بالإيمان ، فلا يكون منا عود إليها أصلاً { وَمَا يَكُونُ لَنَا } أي ما يصح لنا ولا يستقيم { أَن نَّعُودَ فِيهَا } بحال من الأحوال { إِلاَّ أَن يَشَاء الله } أي إلا حال مشيئته سبحانه ، فإنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن . قال الزجاج : أي إلا بمشيئة الله عزّ وجلّ ، قال : وهذا قول أهل السنة . والمعنى : أنه لا يكون منا العود إلى الكفر ، إلا أن يشاء الله ذلك ، فالاستثناء منقطع . وقيل : إن الاستثناء هنا على جهة التسليم لله عزّ وجلّ ، كما في قوله : { وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بالله } وقيل : هو كقولهم لا أكلمك حتى يبيضّ الغراب ، وحتى يلج الجمل في سمّ الخياط ، والغراب لا يبيض ، والجمل لا يلج ، فهو من باب التعليق بالمحال .
{ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْء عِلْمًا } أي أحاط علمه بكل المعلومات ، فلا يخرج عنه منها شيء ، و { علماً } منصوب على التمييز . وقيل المعنى : { وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا } أي القرية بعد أن كرهتم مجاورتنا [ لكم ] { إِلاَّ أَن يَشَاء الله } عودنا إليها { عَلَى الله تَوَكَّلْنَا } أي عليه اعتمدنا في أن يثبتنا على الإيمان ، ويحول بيننا وبين الكفر وأهله ، ويتمّ علينا نعمته ، ويعصمنا من نقمته .
قوله : { رَبَّنَا افتتح بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحق وَأَنتَ خَيْرُ الفاتحين } الفتاحة الحكومة ، أي احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين . دعوا الله سبحانه أن يحكم بينهم ، ولا يكون حكمه سبحانه إلا بنصر المحقين على المبطلين ، كما أخبرنا به في غير موضع من كتابه فكأنهم طلبوا نزول العذاب بالكافرين ، وحلول نقمة الله بهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.