فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَّوۡلَا كِتَٰبٞ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمۡ فِيمَآ أَخَذۡتُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (68)

قوله : { لَّوْلاَ كتاب مّنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } اختلف المفسرون في هذا الكتاب الذي سبق ما هو ؟ على أقوال : الأوّل ما سبق في علم الله من أنه سيحلّ لهذه الأمة الغنائم بعد أن كانت محرّمة على سائر الأمم . والثاني : أنه مغفرة الله لأهل بدر ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر ، كما في الحديث الصحيح : " إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " القول الثالث هو : أنه لا يعذبهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم كما قال سبحانه : { وَمَا كَانَ الله لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } . القول الرابع : أنه لا يعذب أحداً بذنب فعله جاهلاً لكونه ذنباً . القول الخامس : أنه ما قضاه الله من محو الصغائر باجتناب الكبائر . القول السادس : أنه لا يعذب أحداً إلا بعد تأكيد الحجة وتقديم النهي ، ولم يتقدّم نهي عن ذلك . وذهب ابن جرير الطبري إلى أن هذه المعاني كلها داخلة تحت اللفظ ، وأنه يعمها { لَمَسَّكُمْ } أي : لحلّ بكم { فِيمَا أَخَذْتُمْ } أي : لأجل ما أخذتم من الفداء { عَذَاب عظِيمٌ } .

/خ66