فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلۡحَقِّ بَعۡدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (6)

وجملة { يجادلونك فِي الحق بَعْدَمَا تَبَيَّنَ لهم } إما في محل نصب على أنها حال بعد حال ، أو مستأنفة جواب سؤال مقدّر . ومجادلتهم لما ندبهم إلى إحدى الطائفتين ، وفات العير وأمرهم بقتال النفير ، ولم يكن معهم كثير أهبة ، لذلك شق عليهم وقالوا : لو أخبرتنا بالقتال لأخذنا العدة وأكملنا الأهبة . ومعنى { فِي الحق } أي في القتال بعد ما تبين لهم أنك لا تأمر بالشيء إلا بإذن الله ، أو بعد ما تبين لهم أن الله وعدهم بالظفر بإحدى الطائفتين . وأن العير إذا فاتت ظفروا بالنفير . و { بعد } ظرف ليجادلونك . وما مصدرية أي يجادلونك بعد ما تبين الحق لهم .

قوله : { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الموت وَهُمْ يَنظُرُونَ } الكاف في محل نصب على الحال من الضمير في { لَكَارِهُونَ } أي : حال كونهم في شدة فزعهم من القتال ، يشبهون حال من يساق ليقتل ، وهو مشاهد لأسباب قتله ، ناظر إليها لا يشك فيها .

/خ8