{ قُتِلَ أصحاب الأخدود } هذا جواب القسم ، واللام فيه مضمرة ، وهو الظاهر ، وبه قال الفراء ، وغيره . وقيل تقديره : لقد قتل ، فحذفت اللام ، وقد ، وعلى هذا تكون الجملة خبرية ، والظاهر أنها دعائية ، لأن معنى { قتل } لعن . قال الواحدي : في قول الجميع ، والدعائية لا تكون جواباً للقسم ، فقيل : الجواب قوله : { إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين } وقيل : قوله : { إِنَّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ } وبه قال المبرد : واعترض عليه بطول الفصل . وقيل : هو مقدّر يدلّ عليه قوله : { قُتِلَ أصحاب الأخدود } كأنه قال أقسم بهذه الأشياء أن كفار قريش ملعونون ، كما لعن أصحاب الأخدود . وقيل : تقدير الجواب : لتبعثنّ ، واختاره ابن الأنباري . وقال أبو حاتم السجستاني ، وابن الأنباري أيضاً : في الكلام تقديم وتأخير : أي قتل أصحاب الأخدود ، والسماء ذات البروج ، واعترض عليه بأنه لا يجوز أن يقال : والله قام زيد ، والأخدود : الشقّ العظيم المستطيل في الأرض كالخندق ، وجمعه أخاديد ، ومنه الخدّ لمجاري الدموع ، والمخدة لأن الخد يوضع عليها ، ويقال تخدد وجه الرجل : إذا صارت فيه أخاديد من خراج ، ومنه قول طرفة :
ووجه كأن الشمس ألقتّ رداءها *** عليه نقيّ اللون لم يتخدّد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.