قال تعالى : ( فكذبوه فعقروها )
أي : فكذبوا صالحا في الخبر الذي أخبرهم عن الله أن للناقة شرب ، يوم ولهم شرب يوم ( معلوم ) {[76129]} ، وأن الله ينزل بهم نقمته إن عقروها ، وذلك أنهم كانوا سلموا {[76130]} للناقة شرب يوم ولهم شرب يوم ، ثم بدا لهم فكذبوا صالحا في ما قال لهم ، وأجمعوا على عقرها ومنعها الشرب ، وعن رضاء جميعهم عقرها من عقرها ، فلذلك نسب {[76131]} العقر إلى جميعهم ( وإن كان عاقرها واحد {[76132]} ، لأنهم لما رضوا بذلك كانوا كالفاعلين له فنسب التكذيب والعقر إلى جميعهم ) {[76133]} .
ثم قال تعالى : ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها )
أي : فسوى الدمدمة عليهم جميعا فلم يفلت منهم أحد . ودل " دمدم " على الدمدمة {[76134]} .
وقال الفراء : ( فسواها ) [ أي ] {[76135]} : فسوى بينهم العقوبة ، فلم يبق منهم أحدا {[76136]} .
ومعنى " دمدم " : دمر {[76137]} . وقال الفراء : أرجف {[76138]} وذنبهم : هو تكذيبهم لصالح وعقرهم للناقة {[76139]} ، ووحدة لأنه مصدر .
قال قتادة : ذكر ( لنا ) {[76140]} أن أحيمر ( ثمود أبى ) {[76141]} أن يعقر {[76142]} الناقة حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم {[76143]} ، وذكرهم وأنثاهم {[76144]} فلما [ اشترك ] {[76145]} القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنبهم فسواها {[76146]}
وقال {[76147]} الحسن : " لما عقروا الناقة طلبوا فصيلها ، فصار {[76148]} في قارة {[76149]} الجبال {[76150]} ، فقطع الله عز وجل قلوبهم " {[76151]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.