فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ} (5)

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى } هذه اللام قيل هي لام الابتداء دخلت على الخبر لتأكيد مضمون الجملة ، والمبتدأ محذوف تقديره ولأنت سوف يعطيك الخ ، وليست للقسم ، لأنها لا تدخل على المضارع إلاّ مع النون المؤكدة ، وقيل : هي للقسم . قال أبو عليّ الفارسي : ليست هذه اللام هي التي في قولك : إن زيداً لقائم ، بل هي التي في قولك لأقومنّ ، ونابت «سوف » عن إحدى نوني التأكيد ، فكأنه قال : وليعطينك . قيل المعنى : ولسوف يعطيك ربك الفتح في الدنيا والثواب في الآخرة فترضى . وقيل : الحوض والشفاعة ، وقيل : ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك . وقيل غير ذلك . والظاهر أنه سبحانه يعطيه ما يرضى به من خيري الدنيا والآخرة ، ومن أهمّ ذلك عنده وأقدمه لديه قبول شفاعته لأمته .

/خ11