فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الشرح

هي ثمان آيات وهي مكية بلا خلاف . وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت ألم نشرح - بمكة ، وزاد : بعد الضحى . وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : نزلت سورة ألم نشرح بمكة .

معنى شرح الصدر : فتحه بإذهاب ما يصدّ عن الإِدراك ، والاستفهام إذا دخل على النفي قرّره ، فصار المعنى : قد شرحنا لك صدرك ، وإنما خصّ الصدر ، لأنه محل أحوال النفس من العلوم ، والإدراكات ، والمراد : الامتنان عليه صلى الله عليه وسلم بفتح صدره وتوسيعه حتى قام بما قال به من الدعوة ، وقدر على ما قدر عليه من حمل أعباء النبوّة وحفظ الوحي ، وقد مضى القول في هذا عند تفسير قوله : { أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ } [ الزمر : 22 ] .

/خ8