فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ } أمره سبحانه بالتحدّث بنعم الله عليه وإظهارها للناس وإشهارها بينهم ، والظاهر النعمة على العموم من غير تخصيص بفرد من أفرادها أو نوع من أنواعها .

وقال مجاهد والكلبي : المراد بالنعمة هنا القرآن . قال الكلبي : وكان القرآن أعظم ما أنعم الله به عليه فأمره أن يقرأه . قال الفراء : وكان يقرأه ويحدّث به . وقال مجاهد أيضاً : المراد بالنعمة النبوّة التي أعطاه الله ، واختار هذا الزجاج فقال : أي بلغ ما أرسلت به وحدّث بالنبوّة التي آتاك الله ، وهي أجلّ النعم . وقال مقاتل : يعني : اشكر ما ذكر من النعمة عليك في هذه السورة من الهدى بعد الضلالة وجبر اليتم ، والإِغناء بعد العيلة فاشكر هذه النعم . والتحدّث بنعمة الله شكر ، والجارّ والمجرور متعلق بحدّث ، والفاء غير مانعة من تعلقه به ، وهذه النواهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي نواهٍ له ولأمته لأنهم أسوته ، فكل فرد من أفراد هذه الأمة منهيٌّ بكلّ فرد من أفراد هذه النواهي .

/خ11