تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

4

المفردات :

ظن السوء : ظن الأمر الفاسد المذموم ، وهو أن الله لا ينصر نبيه .

عليهم دائرة السوء : الدائرة في الأصل : الحادثة التي تحيط بمن وقعت عليه ، وكثر استعمالها في المكروه ، والجملة دعاء عليهم بالهلاك والدمار الذي يتربصونه بالمؤمنين .

التفسير :

6- { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا } .

كما أكرم الله المؤمنين والمؤمنات بدخول الجنة ، وتكفير السيئات ، وبالفوز العظيم ، كذلك عاقب المنافقين والمنافقات ، الذي يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام .

{ والمشركين والمشركات . . . } الكافرين بالله ، والعابدين للأصنام .

{ الظانين بالله ظن السوء . . . }

ظنوا أن الله لن ينصر رسوله ، وأن الرسول والمؤمنين لن يعودوا إلى أهليهم بالمدينة ، بل سينزل بهم المكروه والقتل والهزيمة أمام أهل مكة .

{ عليهم دائرة السوء . . . }

دعاء عليهم بأن تدور الدائرة عليهم ، وأن يحيق بهم مكرهم السيئ ، وعملهم الخبيث ، فينزل بهم السوء والمكروه الذي يتوقعونه للمسلمين .

{ وغضب الله عليهم ولعنهم . . . }

وسخط الله عليهم بكفرهم ونفاقهم ، وأبعدهم من رحمته وفضله ، وعرضهم لعقوبته .

{ وأعد لهم جنات وساءت مصيرا } .

وهيأ لهم في الآخرة نارا مستعرة ، يجدون فيها أنواع الآلام وصنوف العذاب ، وبئس المصير مصيرهم في جهنم .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

وقوله تعالى : { وَيُعَذّبَ المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } عطف على { يدخل } [ الفتح : 5 ] أي وليعذب المنافقين الخ لغيظهم من ذلك ، وهو ظاهر على جميع الأوجه السابقة في { لّيُدْخِلَ } حتى وجه البدلية فإن بدل الاشتمال تصححه اللابسة كما مر ، وازدياد الإيمان على ما ذكرنا في تفسيره مما يغيظهم بلا ريب ، وقيل : إنه على هذا الوجه يكون عطفاً على المبدل منه ، وتقديم المنافقين على المشركين لأنهم أكثر ضرراً على المسلمين فكان في تقديم تعذيبهم تعجيل المسرة .

{ الظانين بالله ظَنَّ السوء } أي ظن الأمر الفاسد المذموم وهو أنه عز وجل لا ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وقيل : المراد به ما يعم ذلك وسائر ظنونهم الفاسدة من الشرك أو غيره { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السوء } أي ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين فهو حائق بهم ودائر عليهم ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو { دَائِرَةُ السوء } بالضم ، والفرق بينه وبين { السوء } بالفتح على ما في الصحاح أن المفتوح مصدر والمضموم اسم مصدر بمعنى المساءة .

وقال غير واحد : هما لغتان بمعنى كالكره والكره عند الكسائي وكلاهما في الأصل مصدر غير أن المفتوح غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمه والمضموم جري مجري الشر ، ولما كانت الدائرة هنا محمودة وأضيفت إلى المفتوح في قراءة الأكثر تعين على هذا أن يقال : إن ذاك على تأويل انها مذمومة بالنسبة إلى من دارت عليه من المنافقين والمشركين واستعمالها في المكروه أكثر وهي مصدر بزنة اسم الفاعل أو اسم فاعل ، وإضافتها على ما قال الطيبي من إضافة الموصوف إلى الصفة للبيان على المبالغة ، وفي الكشف الإضافة بمعنى من على نحو دائرة ذهب فتدبر .

والكلام إما اخبار عن وقوع السوء بهم أو دعاء عليهم ، وقوله تعالى : { وَغَضِبَ الله عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وأعد لهم جَهَنَّمَ } عطف على ذلك ، وكان الظاهر فلعنهم فأعد بالفاء في الموضعين لكنه عدل عنه للإشارة إلى أن كلا من الأمرين مستقل في الوعيد به من غير اعتبار للسببية فيه { وَسَاءتْ مَصِيراً } جهنم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

وأما المنافقون والمنافقات ، والمشركون والمشركات ، فإن الله يعذبهم بذلك ، ويريهم ما يسوءهم ؛ حيث كان مقصودهم خذلان المؤمنين ، وظنوا بالله الظن السوء ، أنه لا ينصر دينه ، ولا يعلي كلمته ، وأن أهل الباطل ، ستكون لهم الدائرة على أهل الحق ، فأدار الله عليهم ظنهم ، وكانت دائرة السوء عليهم في الدنيا ، { وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } بما اقترفوه من المحادة لله ولرسوله ، { وَلَعَنَهُمْ } أي : أبعدهم وأقصاهم عن رحمته { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }