{ ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون }
ان تقوم السماء والأرض بأمره : أن توجد في الفضاء بقدرته وتدبيره .
تخرجون : تفاجأون بالخروج من قبوركم تلبية لنداء الله .
ومن دلائل قدرته قيام السماء وارتفاعها في الفضاء بنظام دقيق وقيام الأرض مبسوطة وفوقها الجبال والهواء بأمر الله وقدرته .
فهو الذي خلق هذا الكون وسخره وأبدع نظامه ، والكون كله خاضع لله خضوع القهر والغلبة ، وكذلك السماء والأرض .
قال تعالى : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين*فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم } . ( فصلت : 11-12 ) .
وقال تعالى : { إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا . . . } ( فاطر : 41 ) .
{ ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } .
أي بيد الله البعث والحشر والحساب والجزاء فإذا انتهى أمر الدنيا أمر الله القبور أن تلقى من فيها وأمر الروح أن تعود للأجسام وحشر الخلائق أجمعون .
قال تعالى : { وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا } . ( الكهف : 47 ) .
وقال تعالى : { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا } . ( الإسراء : 52 ) .
وقال تعالى : { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } . ( يس : 53 ) .
قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ } أي من حجج الله على أنه قادر على ما يشاء ، قيام السماء والأرض مكينة متماسكة من غير عمد ، وذلك بقدرة الله الواحد وبتدبيره وحكمته وعظيم سلطانه ، إذ جعلهما على هيئتهما الهائلة العظمى ، وفي غاية الإحكام والدقة والترابط والانسجام ، فالسماء بعجائبها وخلائقها ونجومها الثوابت السواطع ، أو كواكبها المتحركة اللوامع أو غير ذلك من الشموس والأجرام والمعالم الكونية المذهلة العجاب ؛ ثم الأرض هذا الجرم الكوني الدائر العجيب وما في جوفه أو على متنه من مختلف المخلوقات والأجناس والعناصر ، كل أولئك قائم ومتكامل ومتسق بأمر الله ، أي بقدرته وإرادته وتدبيره . لا جرم أن الذي صنع ذلك كله لقادر على بعث الخلائق يوم القيامة لتواجه الحساب والجزاء وهو قوله : { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } أي إذا دعاكم الداعي للخروج من باطن الأرض خرجتم من قبوركم مبادرين مسرعين إلى الحشر حيث الحساب ، من غير توقف ولا تلبُّث ولا تردد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.