{ ومن آياته أن تقوم السماء والأرض } هذا شروع في بيان بقائهما وثباتهما بعد بيان إيجادهما في قوله : ومن آياته خلق السماوات والأرض ، وأظهر كلمة ( أن ) هنا التي هي علم الاستقبال لأن القيام هنا يعني البقاء لا الإيجاد ، وهو مستقبل باعتبار أواخره وما بعد نزول هذه الآيات .
{ بأمره } أي : قيامهما واستمساكهما بإرادته سبحانه ، وقدرته بلا عمد يعمدهما ، ولا مستقر يستقران عليه . قال الفراء : يقول أن تدوما قائمتين بأمره ، وإنما ذكر قوله : إن في ذلك لآيات ، في أربع مواضع ، ولم يذكره في الأول ، وهو قوله : ومن آياته أن خلقكم من تراب ، ولا في الأخيرة وهي هذا لأن في الأول خلق الأنفس وخلق الأزواج من باب واحد ، وهو الإيجاد فاكتفى فيهما بذكره مرة واحدة . وأما قيام السماوات والأرض الذي هو الأخير فلأن في الآيات السماوية ذكر أنها آيات للعالمين ، ولقوم يسمعون ؛ ولقوم يعقلون ، لظهورها ، فلما كان في أول الأمر ظاهرا ففي آخر الأمر بعد سرد الدلائل يكون أظهر ؛ فلم يميز أحدا عن أحد وذكر ما هو مدلوله ؛ وهو قدرته على الإعادة قاله الرازي .
{ ثم } أي بعد موتكم ومصيركم في القبور { إذا دعاكم دعوة } واحدة { من الأرض } التي أنتم فيها كما يقال : دعوته من أسفل الوادي فطلع إلي وقيل : أي خرجتم من الأرض ولا يجوز أن يتعلق ب { تخرجون } لأن ما بعد إذا يعمل فيما قبلها وهذه الدعوة هي نفخة إسرافيل الآخرة في الصور على ما تقدم بيانه { إذا أنتم تخرجون } أي فاجأتم الخروج منها بسرعة من غير تلبث ولا توقف كما يجيب المدعو المطيع دعوة الداعي المطاع وإذا الفجائية تقوم مقام الفاء في جواب الشرط ، وقال هنا : إذا أنتم ، وقال في خلق الإنسان : ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ، لأن هناك يكون خلق وتقدير وتدريج حتى يصير التراب قابلا للحياة فتنفخ فيه الروح فإذا هو بشر وأما في الإعادة فلا يكون تدريج بل يكون بدء وخروج فلم يقل هنا ( ثم ) ذكره الكرخي ، وقد أجمع القراء على فتح التاء في { تخرجون } هنا وإنما قرئ بضمها في الأعراف
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.