تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا} (37)

36

{ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله . . . } .

المفردات :

أنعم الله عليه : بالإسلام .

وأنعمت عليه : بالعتق وهو زيد بن حارثة .

واتق الله : في أمر زينب زوجتك فلا تحاول طلاقها .

وتخفى في نفسك : أمر تزوجها الذي شرعه الله حذرا من قالة الناس .

حرج : ضيق .

في أزواج أدعيائهم : في أزواج من دعوهم أبناءهم وهم غرباء .

وكان أمر الله مفعولا : وكان حكمه وقضاؤه نافذا .

التفسير :

روي عن علي زين العابدين بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا سيطلق زينب ، وأنه سيتزوجها بتزويج الله إياها له ، فلما اشتكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب وأنها لا تطيعه وأعلمه أنه يريد طلاقها قال له النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك وهو يعلم أن زيدا سيفارقها وأنه صلى الله عليه وسلم سيتزوجها وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد وهو مولاه وقد أمره بطلاقها فعاتبه الله على هذا القدر من أنه خشي الناس في شيء قد أباحه الله له بأن قال { أمسك } ، مع علمه أنه يطلق وأعلمه أن الله أحق بالخشية في كل حال ؟ 40

قال القرطبي : قال علماؤنا رحمة الله عليهم وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل الآية وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين كالزهري والقاضي أبي بكر بن العلاء القشيري والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم والمراد بقوله : وتخشى الناس إنما هو إرجاف المنافقين ، بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه فأما ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم هوى زينب امرأة زيد – وربما أطلق بعض المجَّان لفظ عشق فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا أو مستخف بحرمته .

قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول : قال علي بن الحسين : إنه إنما عتب الله_ عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك فكيف قال بعد ذلك لزيد : { أمسك عليك زوجك . . } وأخذتك خشية الناس أن يقولوا تزوج محمد امرأة ابنه والله أحق أن تخشاه .

قال بعض العلماء ليس هذا من النبي صلى الله عليه وسلم خطيئة : ألا ترى أنه لم يؤمر بالتوبة ولا بالاستغفار منه وقد يكون الشيء ليس بخطية إلا أن غيره أحسن منه وأخفى ذلك في نفسه خشية أن يفتتن الناس . 41

وقال الخفاجي واضح أن الله تعالى لما أراد نسخ تحريم زوجة المتبني أوحى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يتزوج زينب إذا طلقها زيد فلم يبادر له صلى الله عليه وسلم مخافة طعن الأعداء فعوتب عليه أه .

من صحيح البخاري

صح من حديث البخاري والترمذي أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات .

تفسير الآية

{ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله . . . } .

واذكر أيها النبي الكريم حين تقول لزيد بن حارثة ، الذي أنعم الله عليه بالإسلام والهداية وأنعمت عليه بالعتق والتقريب منك حين جاء يشتكي من زينب ويذكر أنها ستعلى عليه فقلت له :

{ امسك عليك زوجك . . . } . فلا تطلقها { واتق الله . . . } . فيما تقوله عنها .

{ وتخفي في نفسك . . . } . أنك مأمور بتزويجها مع أن الله سيبديه ويظهره علنا وتخاف من تغيير الناس ونقدهم واعتراضهم النابع من منطق الجاهلية .

{ والله أحق أن تخشاه . . . } . وقد أراد منك الزواج من زينب بعد طلاقها وانقضاء عدتها هدما وقضاء على الأحكام التي جعلت الدعى كابن الصلب .

{ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا } .

لما قضى زيد حاجته منها وملها وطلقها وانتهت عدتها جعلناها لك زوجة بأمرنا ليرتفع الحرج والضيق من بين المؤمنين إذا أرادوا الزواج بمطلقات أدعيائهم ، وهم الذين تبنوهم في الجاهلية ثم أبطل الإسلام حكم التبني وألغى جميع آثاره وصفى كل نتائجه وكان قضاء الله وقدره نافذا وكائنا لا محالة .

قال محمد بن عبد الله بن جحش تفاخرت زينب وعائشة رضي الله عنهما فقالت زينب أنا التي نزل تزويجي من السماء وقالت عائشة : أنا التي نزل عذري من السماء فاعترفت لها زينب .

وذكر القرطبي وابن جرير عن الشعبي قال : كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم إني لأدل عليك ثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن : أن جدي وجدك واحد ، وأن الله أنكحك إياي من السماء وأنا السفير في ذلك .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا} (37)

قوله تعالى : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } .

ذلك إخبار من الله عما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم لمولاه زيد بن حارثة ( رضي الله عنه ) ، الذي أنعم الله عليه أن هداه للإسلام وأنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أعتقه من الرق فصار سيدا عظيم الشأن ، جليل القدر ، حبيبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان يقال له ، الحبُّ . ويقال لابنه أسامة الحبُّ ابن الحبِّ . وقد روى الإمام أحمد عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : ما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلا أمَّره عليهم . ولو عاش بعده لاستخلفه .

قوله : { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ } كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوَّج مولاه زيدا بابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية ( رضي الله عنها ) وقد أصدقها عشرة دنانير وستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وخمسين مدّا من طعام وعشرة أمداد من تمر . فمكثت عنده قريبا من سنة أو أكثر ثم وقع بينهما شقاق ونفور فجاء زيد يشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له : { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ } أي أمسك عليك زوجك زينب واتق الله في أمرها ولا تعجل بطلاقها .

قوله : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } ذُكر في تأويل هذه الآية جملة أقوال وآثار عن بعض السلف ينبغي أن يُضرَبَ عنها صفحا لكونها مريبة ، بعيدة عن اليقين فهي منافية للعصمة التي تتجلى في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي طبيعته المثلى وجبلَّته الناصعة العليا . والأمر يسير وفي غاية اليسر على من يسَّرهُ الله عليه . وجملة ذلك ما ذكره الحسن بن علي ( رضي الله عنهما ) في قوله تعالى : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } إذ قال : إن الله تعالى قد أعلم نبيه أن زينب بنت جحش ستكون من أزوجه قبل أن يتزوجها فلما أتاه زيد ( رضي الله عنه ) يشكوها إليه قال له : " اتق الله وأمسك عليك زوجك " أي أخبرتك أني مزوجك إياها وتخفي في نفسك ما الله مظهره .

وروي كذلك عن علي بن الحسين ( رضي الله عنهما ) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلّقُ زينب وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها . فلما اشتكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خُلُقَ زينب وأنها لا تطيعه ، وأعلمه أنه يريد طلاقها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الوصية والنُّصْح : " اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك " وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها وهذا هو الذي أخفاه في نفسه ولم يرد أن يأمره بالطلاق لِما علم أنه سيتزوجها . وقد خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد وهو مولاه وقد أمره بطلاقها . فعاتبه الله تعالى على أن خشي في شيء قد أباحه الله له وهو قوله لزيد { أمسك } مع علمه بأنه يطلِّق . وأخبره الله أيضا أنه أحق بالخشية في كل الأحوال .

وعلى هذا فالمراد بقوله : { وتخشى الناس } إرجاف{[3746]} المنافقين والذين في قلوبهم مرض ، بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج هو بزوجة ابنه - أي زيد - .

أما ما روي في ذلك من أقوال تشير إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقع في نفسه استحسان لزينب بنت جحش وهي في عصمة زيد مولاه وكان حريصا على أن يطلقها زيد ليتزوجها هو فإن ذلك مما لا يركن إليه العقل ولا تطمئن به النفس لمنافاته ما يتصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عصمة كاملة تحول بينه وبين تمنيه ما لا يملكه أو تدرأ عنه خصلة التشهي لما هو عند الآخرين . لا جرم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أوتيه من فطرة فُضلى ، وطبع نوراني ساطع لهو أسمى من أن يقع من نفسه استحباب لحظ من حظوظ الدنيا . ومثل هذه المقالة برغبته صلى الله عليه وسلم ما عند الآخرين تفضي إلى ما يبتغيه الدساسون والمتربصون في كل زمان من اصطناع ما يجدونه مطعنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي شخصه ودينه . ونسمع أو نقرأ في زماننا الراهن حول هذه المسألة كثيرا من تلفيقات المرْجِفين أولي الهوى والنفاق أو الذين يجيدون الثرثرة والَّغَط ويرومون الإساءة إلى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو المتبرَّأ بعصمته من كل الخطايا والذنوب ظاهرة وباطنة ، بل من مجرد التشهي لما لدى الناس من حظوظ الدنيا وزينتها .

قال الترمذي مسندا إلى علي بن الحسين قوله : فعلي بن الحسين جاء بهذا من خزانة العلم جوهرا من الجواهر ودُرّا من الدرر أنه إنما عتب عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك فكيف قال بعد ذلك لزيد : " أمسك عليك زوجك " وأخذتك خشية الناس أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، والله أحق أن تخشاه .

قوله : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا } الوطر معناه الحاجة ، جمعه أوطار{[3747]} أي لما قضى زيد إربه من زينب ففرغ منها وفارقها { زَوَّجْنَاكَهَا } فكان لذي تولى نكاحها هو الله جل وعلا . إذ أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليها بلا ولي ولا عقد ولا مهر ولا شهود من الناس . وهذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم التي لا يشاركه فيها أحد ولهذا كانت زينب تفاخر نساء النبي صلى الله عليه وسلم . فقد روى النسائي عن أنس بن مالك قال : كانت زينب تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول : إن الله عز وجل أنكحني من السماء . وفيها نزلت أية الحجاب ، وكذلك أخرج الإمام أحمد عن أنس ( رضي الله عنه ) قال : فلما انقضت عدة زينب ( رضي الله عنها ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة : " اذهب فاذكرها علي " أي اخطبها لي . فانطلق حتى أتاها وهي تخمِّر عجينها . فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها وأقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت : يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك . قالت ما أنا بصانعة بشيء حتى أوامَرَ{[3748]} ربي عز وجل فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن .

قوله : { لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا } أي أبحنا لك الزواج من زينب كيلا يجد المسلمون ضيقا أو مشقة في الزواج من أزواج أدعيائهم الذين كانوا يجعلونهم أبناءهم كما كانت تفعل العرب ؛ إذ كانوا يتبنون الأولاد الأدعياء حتى نزل النهي عن ذلك .

قوله : { وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } أي كان قضاء الله في زينب أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتما مقضيّا . أو هو كائن لا محالة .


[3746]:الإرجاف: جمعه الأراجيف. وهي إشاعة الأخبار من غير علم بصحتها لإيقاع الاضطراب بين الناس. انظر مختار الصحاح ص 235 وأساس البلاغة ص 223.
[3747]:مختار الصحاح ص 727
[3748]:آمر يؤامره مؤامرة، أي شاوره مشاورة. وأتمروا به أي تشاوروا فيه والائتمار والاستئمار بمعنى المشاورة. انظر مختار الصحاح ص 24 وأساس البلاغة ص 21