تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا} (37)

فأنزل الله عز وجل :{ وإذ تقول } يا محمد { للذي أنعم الله عليه } بالإسلام { وأنعمت عليه } بالعتق وكان زيد أعرابيا في الجاهلية مولى في الإسلام ، فسبى فأصابه النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه { أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك } يعني وتسر في قلبك يا محمد ليت أنه طلقها { ما الله مبديه } يعني مظهره عليك حين ينزل به قرآنا { وتخشى } قالت { الناس } في أمر زينب { والله أحق أن تخشاه } في أمرها ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية على الناس ، بما أظهر الله عليه من أمر زينب إذ هويها ، فقال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : لزكتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن لكتم هذه التي أظهرت عليه ، يقول الله تعالى :{ فلما قضى زيد منها وطرا } يعني حاجة وهي الجماع { زوجناكها } يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، فطلقها زيدا بن حارثة ، فلما انقضت عدتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت زينب ، رضي الله عنها ، تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فتقول : زوجكن الرجال ، والله عز وجل زوجني نبيه صلى الله عليه وسلم .

ثم قال عز وجل :{ لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج } تزويج نساء { أدعيائهم } يقول : لكيلا يكون على الرجل حرج في أن يتزوج امرأة ابنه الذي تبناه ، وليس من صلبه { إذا قضوا منهن وطرا } يعني حاجة ، وهو الجماع { وكان أمر الله مفعولا } آية يقول الله عز وجل : كان تزويج النبي صلى الله عليه وسلم زينب كائنا ، فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أنس : إن محمدا تزوج امرأة ابنه ، وهو ينهانا عن تزويجهن .