غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ٱسۡتُجِيبَ لَهُۥ حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ وَلَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٌ} (16)

1

ثم أخبر عن وعيد المخاصمين في أمر دين الله { من بعدما استجيب له } أي من بعدما استجاب له الناس وقبلوا دينه ، أو بعدما استجاب الله لرسوله ونصره يوم بدر { حجتهم داحضة } أي باطلة زائلة { عند ربهم } وذلك أن اليهود والنصارى كانوا يقولون : كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فأنتم أولى باتباعنا . وأيضاً أنتم تقولون الأخذ بالمتفق عليه أولى من الأخذ بالمختلف فيه ، ونبوة موسى وحقية التوراة متفق عليها ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم مختلف فيها . والجواب أن نبوّة موسى إنما صحت بالمعجزة فإن كانت المعجزة في حقه مصححة للنبوة ففي حق محمد صلى الله عليه وسلم كذلك وإلا فأنتم القادحون في نبوة نبيكم أيضاً .

/خ1