فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ٱسۡتُجِيبَ لَهُۥ حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ وَلَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٌ} (16)

{ والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له ، حجتهم داحضة عند ربهم } .

من يجادل في الله ودينه بغير علم ، ويخاصم في هداه بالهوى وقد دخل الناس في رحاب الرشد ، واستجابوا لدعوة الحق ، وأجابوا داعي الله ؛ فمراؤهم زائغ وزائل وباطل ، وربما تكون إشارة إلى ما كان يغالط به أهل الكتاب مما حكاه عنهم القرآن ورد إفكهم : { وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا آمنا بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون }{[4246]} ، وما مالئوا به أهل الشرك : { ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا . أولئك لعنهم الله . . }{[4247]} .

{ وعليهم غضب ولهم عذاب شديد( 16 ) }

يحل الله عليهم غضبه العظيم لمكابرتهم وتماديهم في الغواية بعد أن تبين الرشد وظهر ، وأعد الله لهم عذابا لا يقادر قدره ، ولا تحيط العقول بخطره ومبلغ شره .


[4246]:سورة البقرة الآيتان: 135، 136.
[4247]:سورة النساء من الآيتين: 51، 52..