النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ٱسۡتُجِيبَ لَهُۥ حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ وَلَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٌ} (16)

قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ } فيه قولان :

أحدهما : في توحيد الله عز وجل .

الثاني : في رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي هذه المحاجة قولان :

أحدهما : أنه طمع رجال أن تعود الجاهلية بمحاجتهم{[2477]} في الله ، قاله مجاهد . الثاني : أنهم اليهود قالوا : كتابنا قبل كتابكم{[2478]} ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن خير منكم ، قاله قتادة .

{ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : من بعد ما أجابه الله إلى إظهاره من المعجزات .

الثاني : من بعد ما أجاب الله الرسول من المحاجة{[2479]} .

الثالث : من بعد ما استجاب المسلمون لربهم وآمنوا بكتابه ورسوله ؛ قاله ابن زيد .

{ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ } فيه وجهان :

أحدهما : باطلة ، قاله ابن عيسى .

الثاني : خاسرة ، قاله ابن زيد .


[2477]:في ع لمحاجتهم.
[2478]:في ع وأمتنا قبل أمتكم. ولم أعثر عليه في غير هذا الموضع.
[2479]:من المحاجة ساقط من ع.