الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ٱسۡتُجِيبَ لَهُۥ حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ وَلَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٌ} (16)

وقوله تعالى : { والذين يُحَاجُّونَ في الله } الآية ، قال ابن عباس ومجاهد : نزلت في طائفة من بني إسرائيل هَمَّتْ بردِّ الناس عن الإسلام وإضلالهم ، وقيل : نزلت في قريشٍ ؛ لأنَّها كانت أبداً تحاول هذا المعنى ، و{ يُحَاجُّونَ في الله } معناه : في دين اللَّه أو توحيدِ اللَّه ، أي : يحاجُّون فيه بالإبطال والإلحاد وما أشبهه ، والضمير في { لَهُ } يحتمل أنْ يعودَ على اللَّه تبارك وتعالى ، ويحتمل أنْ يعودَ على الدِّينِ والشرع ، ويحتمل أنْ يعودَ على النبي عليه السلام و{ دَاحِضَةٌ } معناه : زاهقة ، والدَّحْضُ الزَّهقُ ، وباقي الآية بَيِّن .