الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ٱسۡتُجِيبَ لَهُۥ حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ وَلَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٌ} (16)

{ يُحَاجُّونَ فِى الله } يخاصمون في دينه { مِن بَعْدِ } ما استجاب له الناس ودخلوا في الإسلام ، ليردّوهم إلى دين الجاهلية ، كقوله تعالى : { وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الكتاب لَوْ يَرُدُّونَكُم مِن بَعْدِ إيمانكم كُفَّارًا } [ البقرة : 109 ] كان اليهود والنصارى يقولون للمؤمنين : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن خير منكم وأولى بالحق . وقيل : من بعد ما استجاب الله لرسوله ونصره يوم بدر وأظهر دين الإسلام { دَاحِضَةٌ } باطلة زالة .