تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{جُندٞ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومٞ مِّنَ ٱلۡأَحۡزَابِ} (11)

1

المفردات :

مهزوم : مغلوب .

الأحزاب : المجتمعين لإيذاء محمد وكسر شوكته .

التفسير :

11- { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } .

ماذا يمثل كفار مكة وصناديدها بالنسبة لقدرة الله العلي القدير ، إنهم ، { جند ما هنالك } . بعيدا ، لا يقرب من تصريف هذا الملك ، وتدبير تلك الخزائن ، ولا قدرة له على الاعتراض على مشيئة الله وإرادته ، فليس له حق الملك ، وليس له حق الاعتراض ، وقد أهلكنا قبلهم جنودا كثيرة ، كقوم نوح ، وعاد وثمود ، وقوم فرعون ، فليس ببعيد علينا أهلاكهم .

قال ابن كثير :

هؤلاء الجند المكذّبون سيهزمون ويغلبون ويكْبتون ، كما كُبت الذين من قبلهم من الأحزاب المكذبين ، وهذه الآية كقوله جلّت عظمته : { أم يقولون نحن جميع منتصر * سيهزم الجمع ويولون الدبر } . [ القمر : 44 ، 45 ] . وقد كان ذلك يوم بدر{[571]} . { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } . [ القمر : 46 ] .


[571]:مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{جُندٞ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومٞ مِّنَ ٱلۡأَحۡزَابِ} (11)

ولما انتفى عنهم بما مضى وعن كل من يدعون ممالأته ومناصرته من آلهتهم وغيرها خصائص الإلهية ، أنتج ذلك أنهم من جملة عباده سبحانه ، فعبر عن حالهم بأعلى ما يصلون إليه من التجمع والتعاضد الذي دل عليه ما تقدم الإخبار عنه من عزتهم وشقاقهم ، ونفرتهم عن القبول وانطلاقهم ، فقال مخبراً عن مبتدأ حذف لوضوح العلم به : { جند ما } أي ليسوا في شيء مما مضى وإنما هم جند حقيرون من بعض جنودنا متعاونون في نجدة بعضهم لبعض ، قال أبو حيان : ويجوز أن تكون " ما " صفة أريد بها التعظيم على سبيل الهزء بهم أو التحقير لأن " ما " الصفة تستعمل لهذين المعنيين . وبين بعدهم عن غير ما أقامهم فيه واستعملهم له من الرتب التي فرضها لهم وسفولهم عنها بقوله واصفاً لجند : { هنالك } أي في الحضيض عن هذه المرامي العالية ، وبين أنه كثيراً ما تحزب أمثالهم على الرسل فما ضروا إلا أنفسهم بقوله واصفاً بعد وصف مفرداً تحقيراً : { مهزوم } أي له الانهزام صفة راسخة ثابتة { من الأحزاب * } أي الذين جرت عادتهم عزة وشقاقاً بالتحزب على الأنبياء ثم تكون عليهم الدائرة ، وللرسل عليهم السلام العاقبة ، فلا تكترث بهم أصلاً قال ابن برّجان : فكان أول جند مهزوم منهم جند غزوة بدر ، ثم انبسط صدق الحديث على جنود كثيرة في وقائع مختلفة .