تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا} (3)

1

المفردات :

هديناه السبيل : بينّا له طريق الهداية وطريق الضلال ، بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، ومنحه العقل والفكر والإرادة والاختيار .

التفسير :

3- إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا .

بينّا له الطريق ، ووضّحنا له الفكرة ، من خلق الإنسان عاقلا سميعا بصيرا ، متمتعا بالعقل والإرادة والاختيار ، والفهم والتبصّر ، حتى يختار بنفسه طريق الهدى والإيمان والشكر لله تعالى ، أو يختار طريق الكفر والطغيان وإيثار الهوى على الهدى ، والكفر على الإيمان .

وكأن الآية نداء لهذا الإنسان ، تؤكد أن الله أوضح لك سبل المعرفة ، وأعطاك العقل والإرادة والسمع والبصر ، وأدوات الفكر والتبصّر .

قال تعالى : وهديناه النجدين . ( البلد : 10 ) . أي : بينا له طريق الخير وطريق الشر ، وهو الذي يؤثر أحدهما على الآخر .

قال تعالى : فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوى* وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى . ( النازعات : 37- 41 ) .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا} (3)

شرح الكلمات :

{ إنا هديناه السبيل } : أي بينا له طريق الهدى ببعثة الرسل وإنزال الكتب .

المعنى :

وقوله تعالى { إنا هديناه السبيل } أي بيّنا له طريق الهدى ببعثه الرسل وإنزال الكتب واستبان له بذلك أيضا طريق الغيّ والردى إذ هما النجدان إن عرف أحدهما عرق الثاني وهو في ذلك إما أن يسلك سبيل الهدى فيكون شكورا ، وإما أن يسلك سبيل الغي والردى فيكون كفروا ، والشكور المؤمن الصادق في إيمانه المطيع لربه ، والكفور المكذب بآيات الله ولقائه .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن الإِنسان أمامه طريقان فليسلك أيهما شاء وكل طريق ينتهي به إلى غاية فطريق الرشد يوصل إلى الجنة دار النعيم ، وطريق الغي يوصل إلى دار الشقاء الجحيم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا} (3)

ثم أرسل إليه الرسل ، وأنزل عليه الكتب ، وهداه الطريق الموصلة إلى الله ، ورغبه{[1304]} فيها ، وأخبره بما له عند الوصول إلى الله .

ثم أخبره بالطريق الموصلة إلى الهلاك ، ورهبه منها ، وأخبره بما له إذا سلكها ، وابتلاه بذلك ، فانقسم الناس إلى شاكر لنعمة الله عليه ، قائم بما حمله الله من حقوقه ، وإلى كفور لنعمة الله عليه ، أنعم الله عليه بالنعم الدينية والدنيوية ، فردها ، وكفر بربه ، وسلك الطريق الموصلة إلى الهلاك .


[1304]:- في ب: الطريق الموصلة إليه وبينها.