الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا} (3)

* قوله تعالى {[72239]} ( إنا هديناه السبيل ) إلى قوله : ( ولا زمهريرا )

أي : إنا بينا له طريق الحق وعرفناه . قال مجاهد : ( إنا هديناه السبيل ) : الشقاوة {[72240]} والسعادة {[72241]} . وقال قتادة : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا ) لنعم الله ( وإما كفورا ) {[72242]} لها ، وقال ابن زيد : ( إنا هديناه السبيل ) قال : [ ننظر ] {[72243]} أي شيء يصنع وأي الطريقين يسلك {[72244]} . ومعنى " إما " في هذا الموضع كمعنى {[72245]} : [ " أو " إلا أنها ] {[72246]} تدل على المعنى في أول الكلام {[72247]} . ودليل ذلك قول المفسرين : إن معناه : إما شقيا وإما سعيدا . والشقاوة والسعادة {[72248]} يفرغ منها {[72249]} وهو في بطن أمه . وقيل : ( شاكرا وإما كفورا ) : حالان مقدران {[72250]} .

وأجاز الفراء أن [ تكون ] {[72251]} " ما " زائدة [ و " إن " ] {[72252]} للشرط .

والمعنى على هذا : " إنا هديناه السبيل إن شكر وإن كفر " {[72253]} . وفيه بعد لأن " إن " التي للشرط لا تقع على الأسماء إلا {[72254]} بإضمار فعل ، ولا يحسن ذلك هنا {[72255]} . وقيل : تقديره على قول الفراء : " إن كان شاكرا وكان كفورا " {[72256]} .


[72239]:- أ: ثم قال.
[72240]:- ث: الشقوة.
[72241]:- ث: والساعة. وانظر جامع البيان 29/206 والدر 8/369.
[72242]:- ث: كافرا. وانظر المصدرين السابقين.
[72243]:- م، أ: ينظر.
[72244]:- انظر جامع البيان 29/206
[72245]:- ث: كما بنى.
[72246]:- م: أوال انما، ث: والا أنها.
[72247]:- انظر جامع البيان 29/206 وإعراب النحاس 5/96.
[72248]:- أ: والسعادة والشقاوة.
[72249]:- أ: منها.
[72250]:- أجازه الطبري في جامع البيان 29/206.
[72251]:- م: يكون.
[72252]:- م: وإما.
[72253]:- انظر معاني الفراء 3/214.
[72254]:- أ: ولا.
[72255]:- ث: منا، وانظر إعراب النحاس 5/96.
[72256]:- انظر المصدر السابق.