تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

{ ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } .

المفردات :

إذ فزعوا : خافوا عند الموت أو البعث .

فلا فوت : فلا نجاة ولا مهرب من العذاب .

مكان قريب : موقف الحساب .

التفسير :

ولو ترى يا محمد ، أو ولو ترى كل من يتأتى منه الرؤية حيث يشتد بهم الفزع عند القيام من القبور والحشر والحساب ويساقون إلى أرض المحشر في مكان قريب منهم لا يملكون معه الهرب ولا الفوت ولا الفكاك .

قال الفخر الرازى :

ولو ترى جوابه محذوف أي : ترى عجبا .

{ وأخذوا من مكان قريب } .

لا يهربون وإنما الأخذ قبل تمكنهم من الهرب .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

إذ فزعوا : إذ خافوا .

فلا فوت : فلا مهرب .

في ختام السورة يبين الله حالة الجاحدين وكيف يتولاهم الفزعُ والخوف الرهيب في ذلك اليوم العصيب . ولو ترى أيها الرسول ، هؤلاء المكذّبين إذ تملّكهم الفزعُ يوم القيامة عندما يرون العذاب الشديد ، لرأيتَ ما يعجز القول عن وصفه ، فلا مهربَ لهم من العذاب ، وأُخذوا إلى النار من مكان قريب .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ( 51 ) وَقَالُوا آَمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ( 52 ) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ( 53 ) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ } .

جواب لو محذوف ، وتقديره : لو تَرى لتعجبت . و { فَزِعُوا } : جملة فعلية في موضع جر بإضافة { إذْ } إليها . { وَأُخِذُوا } جملة فعلية أخرى معطوفة عليها{[3831]} وذلك وصف لحال البشرية يوم القيامة ؛ إذ تحيط بهم الأهوال العظام وتحيق بهم النوازل الجسام فيغشاهم من الذعر المريع والرعب الفظيع ما يغشاهم . وفي هذا الحال من الخوف والكرب والإياس لا يجد الناس لهم أيُّما مفرٍّ أو ملاذ أو مهرب . وهو قوله سبحانه : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ } يعني لو ترى يا محمد حين يفزعُ هؤلاء الجاحدون المكذبون يوم القيامة ثم لا يجدون لهم ملاذا يَفرّون إليه فيوقنون حينئذ أنهم لا منجاة لهم من العذاب .

قوله : { وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ } أخذهم الله من حيث كانوا ، سواء كانوا في قبورهم أو في أي مكان ، فهم من الله قريب لا يفوتونه ولا يُعجزونه .


[3831]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 283