تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ} (26)

المفردات :

ختامه مسك : ختام إنائه المسك بدل الطين .

فليتنافس : فليستبق المتسابقون ، وليجاهدوا النفوس ليلحقوا بالعاملين .

التفسير :

26- ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

قد ختم على زجاجة الخمر بالمسك ، أي أن الذي يختم به ويسد به رأس قواريره وأوانيه هو المسك ، أو أن المراد : أن الشارب إذا رفع فمه من آخر شرابه ، وجد ريحه كريح المسك ، لذاذة وذكاء رائحة مع طيب الطعم ، ومنه : الأعمال بخواتيمها ، وختمت القرآن الكريم .

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

وفي ذلك النعيم ، وتلك السعادة ، وهذا الخير المتميز ، والثواب الجزيل ، والرضوان الإلهي ، فليتسابق المتسابقون وليشمر العالمون ، فالباب مفتوح لكل من أراد الولوج بشرط أن يدفع الثمن ، وليس الثمن إلا الأعمال الصالحة ، والتسابق في الخيرات مرضاة لله ، وإخلاصا في طاعته .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ} (26)

ختامه مسك : مختوم بأطيب أنواع الطيب .

فلْيتنافس المتنافسون : فليتسابق المتسابقون في عمل الخير ليلحقوا بهم .

الذي خُتمت أوانيه بختام من مِسْكٍ ، تكريما لها وصوناً عن الابتذال ،

{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون } ويتسابقوا .

قراءات :

قرأ الجمهور : ختامه مسك ، وقرأ الكسائي وحده : خاتمه مسك ، وقرأ الجمهور : تعرف بكسر الراء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ} (26)

{ ختامه } أي طينه ، { مسك } كأنه ذهب إلى هذا المعنى ، قال ابن زيد : ختامه عند الله مسك ، وختام خمر الدنيا طين . وقال ابن مسعود : { مختوم } أي ممزوج ختامه أي : آخر طعمه وعاقبته مسك ، فالمختوم الذي له ختام ، أي آخر ، وختم كل شيء الفراغ منه . وقال قتادة : يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك . وقراءة العامة { ختامه مسك } بتقديم التاء ، وقرأ الكسائي " خاتمه " وهي قراءة علي وعلقمة ، ومعناهما واحد ، كما يقال : فلان كريم الطابع والطباع والخاتم والختام ، آخر كل شيء . { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى الطاعة عز وجل . وقال مجاهد : فليعمل العاملون ، نظيره . قوله تعالى : { لمثل هذا فليعمل العاملون }( الصافات- 61 ) ، وقال مقاتل ابن سليمان : فليتنازع المتنازعون وقال عطاء : فليستبق المستبقون ، وأصله من الشيء النفيس الذي تحرص عليه نفوس الناس ، ويريده كل أحد لنفسه وينفس به على غيره ، أي يضن .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ} (26)

{ ختامه مسك } وقرئ ختامه بألف بعد التاء ، وخاتمه بألف بعد الخاء وبفتح التاء وكسرها وفي معناه ثلاثة أقوال :

أحدها : أنه من الختم على الشيء ، بمعنى : جعل الطابع عليه فالمعنى : أنه ختم على فم الإناء الذي هو فيه بالمسك كما يختم على أفواه آنية الدنيا بالطين إذا قصد حفظها ، وصيانتها .

الثاني : أنه من ختم الشيء أي : تمامه فمعناه : خاتم شربه مسك أي : يجد الشارب عند آخر شربه رائحة المسك ولذته .

الثالث : أن معناه : مزاجه مسك أي : يمزج الشراب بالمسك ، وهذا خارج عن اشتقاق اللفظ .

{ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } التنافس في الشيء هو الرغبة فيه ، والمغالاة في طلبه والتزاحم عليه .