في أي صورة ما شاء ركبك : ركبك وكوّنك في أي صورة ، أي : هي من أعجب الصّور وأحكمها .
اختار الله لك الصورة التي شاءها ، فجعلك ذكرا أو أنثى ، طويلا أو قصيرا ، وغير ذلك من الصفات التي يتفاوت فيها الناس حسب حكمة الحكيم العليم ، وإن اختلاف الناس في الحسن مما يدل على كمال اقتدار الله تعالى ، وعظيم إبداعه .
قال تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم . ( التين : 4 ) .
وقال [ موسى بن علي بن أبي رباح اللخمي عن أبيه عن جده{[15838]} ] قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم " إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم " . أما قرأت هذه الآية " في أي صورة ما شاء ركبك " فيما بينك وبين آدم ، وقال عكرمة وأبو صالح : " في أي صورة ما شاء ركبك " إن شاء في صورة إنسان ، وإن شاء في صورة حمار ، وإن شاء في صورة قرد ، وإن شاء في صورة خنزير . وقال مكحول : إن شاء ذكرا ، وإن شاء أنثى . قال مجاهد : " في أي صورة " أي في أي شبه من أب أو أم أو عم أو خال أو غيرهم . و " في " متعلقة ب " ركب " ، ولا تتعلق ب " عدلك " ، على قراءة من خفف ؛ لأنك تقول عدلت إلى كذا ، ولا تقول عدلت في كذا ؛ ولذلك منع الفراء التخفيف ؛ لأنه قدر " في " متعلقة ب " عدلك " ، و " ما " يجوز أن تكون صلة مؤكدة ، أي في أي صورة شاء ركبك . ويجوز أن تكون شرطية أي إن شاء ركبك في غير صورة الإنسان من صورة قرد أو حمار أو خنزير ، ف " ما " بمعنى الشرط والجزاء ، أي في صورة ما شاء يركبك ركبك .
قوله : { في أي صورة ما شاء ركّبك } ما ، زائدة . والتقدير : ركّبك في أي صورة شاء{[4774]} والمعنى ، أن الله ركبك يا ابن آدم في أي صورة اقتضتها مشيئته وحكمته من مختلف الصور في الحسن والقبح والطول والقصر والذكورة والأنوثة والشبه ببعض الأقارب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.