تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

شدة بطش الله بالمكذبين

{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور 16 أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير 17 ولقد كذّب الذين من قبلهم فكيف كان نكير 18 أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافّات ويقبضن ما يمسكهنّ إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير 19 }

المفردات :

الآمن : ضد الخوف .

من في السماء : هو ربكم الأعلى ، أو من في السماء عرشه .

يخسف بكم الأرض : يغيبكم فيها ، ومنه قوله تعالى : فخسفنا به وبداره الأرض . . . ( القصص : 81 ) .

تمور : تهتز وتضطرب ، وأصل المور : التردد في المجئ والذهاب .

16

التفسير :

16- أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور .

هذه الآيات تهديد ووعيد لكفار مكة الذين أنكروا الوحي والرسالة ، وفيها تهديد لك كفّار عنيد .

ومعنى الآية :

هل تأمنون بطش الله وعقوبته ، بأن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون فظل يهوى فيها ؟ وهو سبحانه في السماء عرشه ، أو ملكه وملكوته ، أو أمره وقضاؤه ، وبيده الخلق والأمر ، وهو القادر على أن يعذبكم من فوقكم ، أو من تحت أرجلكم .

ونحو الآية قوله تعالى : قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم . . . ( الأنعام : 65 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

الأمن : الاطمئنان وعدم الخوف ، وهو أعظم شيء في الوجود .

مَن في السماء : يعني ربنا الأعلى .

تمور : تهتز وتضطرب .

ثم بيّن الله أن الإنسانَ يجب أن يكون دائماً في خوفٍ ورجاءٍ ، فذكر أنه : هل يأمنون أن يحلَّ بهم في الدنيا مثلُ ما حلّ بالمكذّبين من قبلهم ؟ من خسْفٍ عاجلٍ تمورُ به الأرض .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

{ أأمنتم من في السماء } قدرته وسلطانه وعرشه { أن يخسف بكم الأرض } تغور بكم { فإذا هي تمور } تتحرك بكم وترتفع فوقكم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

قوله تعالى : " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض " قال ابن عباس : أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه . وقيل : تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته . وخص السماء وإن عم ملكه ، تنبيها على أن الإله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الأرض . وقيل : هو إشارة إلى الملائكة . وقيل : إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب{[15194]} .

قلت : ويحتمل أن يكون المعنى : أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون . " فإذا هي تمور " أي تذهب وتجيء . والمور : الاضطراب بالذهاب والمجيء . قال الشاعر :

رَمَيْنَ فَأَقْصَدْنَ القلوب ولن ترى *** دَماً مَائِراً إلا جَرَى في الحَيَازِمِ

جمع حيزوم وهو وسط الصدر . وإذا خسف بإنسان دارت به الأرض فهو المور . وقال المحققون : أمنتم من فوق السماء ، كقوله : " فسيحوا في الأرض{[15195]} " [ التوبة : 2 ] أي فوقها لا بالمماسة والتحيز ، لكن بالقهر والتدبير . وقيل : معناه أمنتم من على السماء ، كقوله تعالى : " ولأصلبنكم في جذوع النخل{[15196]} " [ طه : 71 ] أي عليها . ومعناه أنه مديرها ومالكها ، كما يقال : فلان على العراق والحجاز ، أي واليها وأميرها . والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة ، مشيرة إلى العلو ؛ لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند . والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السُّفل والتحت . ووصفه بالعلو والعظمة ، لا بالأماكن والجهات والحدود ، لأنها صفات الأجسام . وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء ، لأن السماء مهبط الوحي ، ومنزل القطر ، ومحل القدس ، ومعدن المطهرين من الملائكة ، وإليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ؛ كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة ، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان . ولا مكان له ولا زمان . وهو الآن على ما عليه كان . وقرأ قنبل عن ابن كثير " النشور وأمنتم " بقلب الهمزة الأولى واوا وتخفيف الثانية . وقرأ الكوفيون والبصريون وأهل الشام سوى أبي عمرو وهشام بالتخفيف في الهمزتين ، وخفف الباقون . وقد تقدم جميعه .


[15194]:كلمة "العذاب" ساقطة من ح، س، هـ.
[15195]:راجع جـ 8 ص 64.
[15196]:راجع جـ 11 ص 224.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور }

{ أأمنتم } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما وبين الأخرى وتركه وإبدالها ألفاً . { من في السماء } سلطانه وقدرته ، { أن يخسف } بدل من ( مَن ) { بكم الأرض فإذا هي تمور } تتحرك بكم وترتفع فوقكم .