مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

{ ءامِنْتُمْ مَّن فِي السماء } أي من ملكوته في السماء ، لأنها مسكن ملائكته ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه ، فكأنه قال : أأمنتم خالق السماء وملكه ، أو لأنهم كانوا يعتقدون التشبيه ، وأنه في السماء ، وأن الرحمة والعذاب ينزلان منه ، فقيل لهم على حسب اعتقادهم : أأمنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعالٍ عن المكان { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض } كما خسف بقارون { فَإِذَا هِىَ تَمُورُ } تضطرب وتتحرك .