النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

{ أأمِنتُم مَنْ في السماءِ } فيه وجهان :

أحدهما : أنهم الملائكة ، قاله ابن بحر .

الثاني : يعني{[3032]} أنه اللَّه تعالى ، قاله ابن عباس .

{ أنْ يَخْسِفَ بكم الأرضَ فإذا هي تمورُ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : تتحرك ، قاله يحيى .

الثاني : تدور ، قاله قطرب وابن شجرة .

الثالث : تسيل ويجري بعضها في بعض ، قاله مجاهد ، ومنه قول الشاعر{[3033]} :

رَمَيْن فأقصدْن القلوب ولن ترى *** دماً مائراً إلا جرى في الخيازم{[3034]}


[3032]:هذا الوجه أرجح لأن بعده "أن يخسف" بضمير المفرد ولو كان المراد الملائكة لقال أن يخسفوا.
[3033]:هو أبو حية النميري.
[3034]:الحازم: جمع حيزوم وهو وسط الصدر وقد جمع حيازيم ومنه قول علي بن أبي طالب: أشدد حياز يمك للموت فإن الموت لاقيك