غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

1

ثم بين أن بقاءهم سالمين على هذه الأرض ، إنما هو بفضل الله ، ولو شاء لخسف بهم الأرض ، أو أمطر عليهم مطر القهر ، واستدلال المشبهة بقوله : { من في السماء } ظاهر . وأهل السنة يتأولونه بوجوه منها : قول أبي مسلم أن العرب كانوا يقرون بوجود الإله لكنهم يزعمون أنه في السماء ، فقيل لهم على حسب اعتقادهم { أأمنتم من } تزعمون أنه { في السماء } ، ومنها قول جمع من المفسرين أأمنتم من السماء ملكوته أو سلطانه أو قهره ، لأن العادة جارية بنزول البلاء من السماء . ومنها قول آخرين أن المراد جبرائيل يخسف بهم الأرض بأمر الله . والمور حركة في اضطراب ، وقد مر في " الطور " .

/خ30