فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16)

ثم خوّف سبحانه الكفار فقال : { أم أمِنْتُمْ مَّن فِي السماء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض } قال الواحدي : قال المفسرون : يعني عقوبة من في السماء ، وقيل : من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه وملائكته وقيل : من في السماء من الملائكة ، وقيل : المراد جبريل ، ومعنى { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض } يقلعها ملتبسة بكم ، كما فعل بقارون بعد ما جعلها لكم ذلولاً تمشون في مناكبها ، وقوله : { أَن يَخْسِفَ } بدل اشتمال من الموصول : أي أأمنتم خسفه ، أو على حذف من : أي من أن يخسف { فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } أي تضطرب ، وتتحرك على خلاف ما كانت عليه من السكون . قرأ الجمهور { ءأمنتم } بهمزتين . وقرأ البصريون والكوفيون بالتخفيف . وقرأ ابن كثير بقلب الأولى واواً .

/خ21