{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ( 16 ) }
ثم خوف سبحانه الكفار فقال : { أأمنتم من في السماء } قال الواحدي قال المفسرون : يعني عقوبة من في السماء ، وقيل : من في السماء عرشه وقدرته وسلطانه ، أي محل سلطانه ومحل قدرته ، وهو العالم العلوي ، وخص بالذكر وإن كان كل موجود محلا للتصرف فيه ، ومقدورا له تعالى ، لأن العالم العلوي أعجب وأغرب ، فالتخويف به أشد من التخويف بغيره .
وقيل : الملائكة ، وقيل : المراد جبريل ، وقيل : هو الله سبحانه ، وهو الحق ، لأن ظاهر النظم القرآني يقتضي أن الباري تعالى فوق السماء " وفي " بمعنى على ، والمعنى من ثبت واستقر في السماء أي على العالي وهو العرش ، قرأ الجمهور أأمنتم بهمزتين ، وقرئ بالتخفيف ، وبقلب الأولى واوا .
وقوله : { أن يخسف بكم الأرض } بدل اشتمال من الموصول ، أي أأمنتم خسفه أو على حذف ( من ) أي من أن يخسف ، والمعنى : يقلبها متلبسة بكم كما فعل بقارون ، بعد ما جعلها لكم ذلولا تمشون في مناكبها .
{ فإذا هي تمور } أي تضطرب وتتحرك بكم ، على خلاف ما كانت عليه من السكون والاطمئنان ، وقيل : تهوي بهم ، وقيل : تجيء وتذهب ، والأول أولى ، قال الرازي : إن الله يحرك الأرض عند الخسف بهم ، حتى تتحرك فتعلو عليهم ، وهم يخسفون فيها فتنقلب فوقهم ، وتخسفهم إلى أسفل سافلين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.