تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{مِن قَبۡلُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ} (4)

الفرقان : القرآن أو جميع الكتب السماوية لأنها تفرق بين الحق والباطل .

ذو انتقام : ذو عقوبة شديدة لمن عصاه لا يقدر على العقاب بمثلها أحد .

من قبل القرآن لأجل هدايته الناس حين انزلها على موسى وعيسى فلم يكن فيها شيء من الضلال الذي يشتملان عليه الآن ( 118 ) .

و أنزل الفرقان ما يفرق بين الحق والباطل والمعنى الأقرب أن المقصود بالفرقان هو القرآن الكريم وقد ذهب بعض المفسرين إلى أنه فصل بين الحق والباطل في أمر عيسى لأن سورة آل عمران تحدثت في نصفها الأول عن عيسى عليه السلام وبينت حقيقته ونفت ان يكون ابنا لله وناقشت من ذهب إلى تأليهه وذهب مفسرون آخرون إلى أن القرآن فصل بين الحق والباطل في أحكام الشرائع فقد احل الحلال وحرم الحرام وفرض الفرائض وسن الأخلاق الرفيعة . . .

أخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير أنه أي القرآن الفاصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى عليه السلام وغيره .

{ إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد } المراد بالكافرين النصارى الذين نزل صدر السورة بسببهم أو كل كافر فيدخل هؤلاء فيه دخولا أوليا .

و المراد بآيات الله الكتب المنزلة على الرسل او ما يعمها وغيرها كالآيات والمعجزات .

{ و الله عزيز ذو انتقام } العزيز الغالب الذي لا يغلب والانتقام العقوبة وكلمة عزيز للإشارة إلى القدرة التامة على العقاب .

و الجملة سيقت لتقرير الوعيد السابق عليها .