بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مِن قَبۡلُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ} (4)

ثم قال تعالى : { هُدًى لّلنَّاسِ } معناه : وأنزل التَّورَاة على موسى ، والإنجيل على عيسى عليهما السلام ، بياناً لبني إسرائيل من الضلالة { وَأَنزَلَ الفرقان } على محمد صلى الله عليه وسلم بعد التوراة والإنجيل .

وقال الكلبي { الفرقان } هو الحلال والحرام ، يعني بيان الحلال والحرام . ويقال : المخرج من الشبهات { إِنَّ الذين كَفَرُواْ بآيات الله } أي جحدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبالقرآن ، وما أوتي من آيات نبوته { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } في الآخرة .

قال الكلبي : نزلت هذه الآية في وفد نجران ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجادلوه بالباطل . ويقال : في شأن اليهود . ويقال : في شأن مشركي العرب . { والله عَزِيزٌ ذُو انتقام } أي منيع بالنقمة ينتقم ممن عصاه .