الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{مِن قَبۡلُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ} (4)

وقوله تعالى :{ مِن قَبْلُ }[ آل عمران :3 ] يعني : من قبل القرآن .

وقوله : { هُدىً لِّلنَّاسِ } معناه : دُعَاءٌ ، والنَّاسُ : بنو إِسرائيل في هذا الموضعِ ، وإِن كان المراد أنهما هُدىً في ذاتهما ، مَدْعُوٌّ إليه فرعَوْنُ وغَيْرُه ، فالناسُ عامٌّ في كل مَنْ شاء حينئذٍ أنْ يستبصر ، و{ الفرقان } القرآن ، لأنه فَرَقَ بيْنَ الحقِّ والباطلِ ، ثم توعَّد سبحانه الكفَّارَ عموماً بالعذابِ الشديدِ ، والإشارةُ بهذا الوعيدِ إلى نصارى نَجْرَانَ ، و{ عَزِيزٌ } : معناه : غالبٌ ، والنقمة والاِنتقام : معاقبةُ المذْنِبِ بمبالغةٍ في ذلك .