وقوله : { مِن قَبْلُ } أي : أنزل التوراة ، والإنجيل من قبل تنزيل الكتاب . وقوله : { هُدًى للنَّاسِ } إما حال من الكتابين ، أو علة للإنزال . والمراد بالناس : أهل الكتابين ، أو ما هو أعمّ ؛ لأن هذه الأمة متعبدة بما لم ينسخ من الشرائع . قال ابن فورك : هدى للناس المتقين ، كما قال في البقرة : { هدى للمتقين } [ البقرة : 2 ] ، قوله : { وَأَنزَلَ الفرقان } أي : الفارق بين الحق ، والباطل ، وهو القرآن ، وكرر ذكره تشريفاً له مع ما يشتمل عليه هذا الذكر الآخر من الوصف له بأنه يفرق بين الحق ، والباطل ، وذكر التنزيل أولاً ، والإنزال ثانياً لكونه جامعاً بين الوصفين ، فإنه أنزل إلى سماء الدنيا جملة ، ثم نزل منها إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم مفرّقاً منجماً على حسب الحوادث كما سبق . وقيل : أراد بالفرقان جميع الكتب المنزلة من الله تعالى على رسله ، وقيل : أراد الزبور لاشتماله على المواعظ الحسنة ، وقوله : { إِنَّ الذين كَفَرُوا بآيات الله } أي : بما يصدق عليه أنه آية من الكتب المنزلة وغيرها ، أو بما في الكتب المنزلة وغيرها أو بما في الكتب المنزلة المذكورة على وضع آيات الله موضع الضمير العائد إليها ، وفيه بيان الأمر الذي استحقوا به الكفر { لَهُمْ } بسبب هذا الكفر { عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي : عظيم { والله عَزِيزٌ } لا يغالبه مغالب { ذُو انتقام } عظيم ، والنقمة : السطوة ، يقال : انتقم منه : إذا عاقبه بسبب ذنب قد تقدّم منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.