الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{مِن قَبۡلُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ} (4)

{ هُدًى لّلنَّاسِ } أي لقوم موسى وعيسى . ومن قال نحن متعبدون بشرائع من قبلنا فسره على العموم .

فإن قلت : ما المراد بالفرقان ؟ قلت : جنس الكتب السماوية ، لأن كلها فرقان يفرق بين الحق والباطل أو الكتب التي ذكرها ، كأنه قال بعد ذكر الكتب الثلاثة وأنزل ما يفرق به بين الحق والباطل من كتبه ، أو من هذه الكتب ، أو أراد الكتاب الرابع وهو الزبور ، كما قال : { وَءاتَيْنَا دَاوُودُ زَبُوراً } [ النساء : 163 ] وهو ظاهر . أو كرر ذكر القرآن بما هو نعت له ومدح من كونه فارقاً بين الحق والباطل بعد ما ذكره باسم الجنس ، تعظيماً لشأنه وإظهاراً لفضله { بآيات الله } من كتبه المنزلة وغيرها { ذُو انتقام } له انتقام شديد لا يقدر على مثله منتقم .