32- { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب } .
إن سليمان هنا يعترف بأنه يحب الخيل ، وهو يفعل ذلك طاعة لله وامتثالا لأمره ، واحتسابا للجهاد بها ، لا ترفا ولا رياء ، ولا تظاهرا بحب الدنيا وخيلها ، وفي صحيح البخاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " {[575]} .
وقد أقسم الله بها ، وبأصواتها وصهيلها في قوله : { والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا* فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا } . [ العاديات : 1-5 ] .
وهم قسم بالخيل تعدو عدوا فتسمى العاديات ، وتصهل ضبحا ، ويتطاير الشرر من حوافرها كأنها توقد نارا عند العدو . { فالموريات قدحا } .
وتغير على العدوّ في الصباح ، { فالمغيرات صبحا } .
فتثير النقع في سماء المعركة ، { فأثرن به نقعا } .
فتتوسط الجموع لتحقيق النصر ، { فوسطن به جمعا } .
وكأن الله يحفزنا إلى الهمة ، والفروسية والنشاط والجهاد ، حفاظا على حرماتنا وأوطاننا .
وسليمان عليه السلام كان يحب الخيل ، ويقول : إني أحب هذا الحبّ ، لأنه عن ذكر ربي وطاعته ، فالإنسان قد يحب شيئا جميلا فيحب هذا الحب ، وقد يحب ابنه العاصي ، أو يعشق امرأة لا يتيسر زواجه منها ، فيكره هذا الحب .
وهنا نجد نبي الله سليمان يقول : إني أحببت حب الخيل عن ذكر ربي وطاعته وامتثال أمره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.