السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ ثُمَّ نَزَعۡنَٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسٞ كَفُورٞ} (9)

ولما ذكر تعالى أنّ عذاب الكفار وإن تأخر إلا أنه لا بدّ وأن يحيق بهم ذكر بعده ما يدل على كفرهم وعلى كونهم مستحقين لذلك العذاب بقوله تعالى : { ولئن أذقنا } أي : أعطينا { الإنسان } أي : الكافر { منا رحمة } أي : نعمة كغنى وصحة بحيث يجد لذتها { ثم نزعناها } أي : سلبنا تلك النعمة { منه إنه ليؤس } أي : قنوط من رحمة الله تعالى لقلة صبره وعدم ثقته به { كفور } أي : جحود لنعمتنا عليه ، وأمّا المسلم الذي يعتقد أنّ تلك النعمة من جود الله وفضله وإحسانه فإنه لا يحصل له اليأس بل يقول : لعله تعالى يردها عليّ بعد ذلك أحسن وأكمل وأفضل مما كانت .