السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ} (12)

{ فلعلك } يا محمد { تارك بعض ما يوحى إليك } فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به ، فإنهم كانوا يستهزؤون بالقرآن ويضحكون منه . وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة محضة وورش بين اللفظين والباقون بالفتح . { وضائق به صدرك } أي : بتلاوته عليهم لأجل { أن يقولوا لولا } أي : هلا { أنزل عليه كنز } ينفقه في الاستتباع كالملوك { أو جاء معه ملك } يصدقه كما اقترحنا ، وروي عن ابن عباس : «أنّ رؤساء مكة قالوا : يا محمد اجعل لنا جبال مكة ذهباً إن كنت رسولاً وقال آخرون :ائتنا بالملائكة ليشهدوا بنبوّتك فقال : لا أقدر على ذلك » فنزل { إنما أنت نذير } فلا عليك إلا البلاغ لا الإتيان بما اقترحوه { والله على كل شيء وكيل } فتوكل عليه إنه عالم بحالهم وفاعل بهم جزاء أقولهم وأفعالهم .