السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (8)

ولما حكى تعالى عن الكفار أنهم يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم حكى عنهم نوعاً آخر بقوله تعالى :

{ ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى } مجيء { أمّة } أي : جماعة من الأوقات { معدودة } أي : قليلة { ليقولنّ } أي : استهزاء { ما يحبسه } أي : ما يمنعه من الوقوع قال الله تعالى : { ألا يوم يأتيهم } كيوم بدر { ليس مصروفاً } أي : مدفوعاً العذاب { عنهم وحاق } أي : نزل { بهم } من العذاب { ما كانوا به يستهزؤون } أي : الذي كانوا يستعجلون ، فوضع يستهزؤون موضع يستعجلون ؛ لأنّ استعجالهم كان استهزاء . فإن قيل : لم قال تعالى : { وحاق } على لفظ الماضي مع أنّ ذلك لم يقع ؟ أجيب : بأنه وضع الماضي موضع المستقبل تحقيقاً ومبالغة في التأكيد والتقرير والتهديد .