السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَّا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ} (5)

ثم بيّن تعالى الآية السابقة بقوله تعالى : { ما تسبق } وأكد الاستغراق بقوله تعالى : { من أمة } وقيل : من مزيدة كقولك : ما جاءني من أحد ، أي : أحد وبيّن أنّ المراد بالكتاب الأجل بقوله تعالى : { أجلها } ، أي : الذي قدّرناه لها . { وما يستأخرون } ، أي : عنه .

تنبيه : أنث الأمة أولاً ثم ذكرها آخراً حملاً على اللفظ الأوّل وعلى المعنى في الثاني . قال البقاعي : وإنما ذكره لئلا يصرفوه إلى خطابه صلى الله عليه وسلم تعنتاً وفي الآية دليل على أنّ كل من مات أو قتل فإنما مات بأجله وإن من قال بجواز أن يموت قبل أجله مخطئ .