ولما شرح الله تعالى الدلائل على صحة التوحيد ، وأتبعها بذكر أقسام النعم العظيمة ، أتبعها بالرد على عبدة الأصنام فقال : { ويعبدون من دون الله } ، أي : غيره . { ما لا يملك لهم رزقاً } ، أي : تاركين عبادة من بيده جميع الأرزاق ، وهو ذو العلو المطلق الذي رزقهم من الطيبات ويعبدون غيره ، ثم بين تعالى جهة الرزق بقوله تعالى : { من السماوات والأرض } ، أمّا الرزق الذي يأتي من جانب السماء فالمطر ، وأمّا الذي من جانب الأرض فالنبات والثمار التي تخرج منها ، وقوله تعالى : { شيئاً } ، فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه منصوب على المصدر ، أي : لا يملك لهم ملكاً ، أي : شيئاً من الملك . والثاني : أنه بدل من رزقاً ، أي : لا يملك لهم شيئاً . قال ابن عادل : وهذا غير مفيد ؛ إذ من المعلوم أنّ الرزق شيء من الأشياء ، ويؤيد ذلك أنّ البدل لا يأتي إلا لأحد معنيين : البيان أو التأكيد ، وهذا ليس فيه بيان ؛ لأنه أعمّ ولا تأكيد . الثالث : أنه منصوب على أنه اسم مصدر ، واسم المصدر يعمل عمل المصدر على خلاف في ذلك .
ولما كان من لا يملك شيئاً قد يكون موصوفاً باستطاعة أن يتملك بطريق من الطرق ، نفى الله تعالى عنهم ذلك بقوله تعالى : { ولا يستطيعون } ، أي : وليس لهم نوع استطاعة أصلاً . فإن قيل : إنه تعالى قال : { ويعبدون من دون الله ما لا يملك } ، فعبر عن الأصنام بصيغة " ما " : وهي لغير العاقل ، ثم جمع بالواو والنون . وقال : { ولا يستطيعون } ، وهو مختص بمن يعقل ؟ أجيب : بأنه عبر عنها ثانياً ، اعتباراً باعتقادهم أنها آلهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.