السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مُوسَىٰٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ مُخۡلَصٗا وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا} (51)

القصة الرابعة قصة موسى عليه السلام المذكورة في قوله تعالى { واذكر في الكتاب } أي : الذي لا كتاب مثله في الكمال { موسى } أي : الذي أنقذ الله به بني إسرائيل من العبودية ثم إنّ الله تعالى وصفه بأمور أحدها قوله تعالى : { إنه كان مخلصاً } قرأه عاصم وحمزة والكسائي بفتح اللام أي : مختاراً اختاره الله تعالى واصطفاه وقيل أخلصه الله تعالى من الدنس والباقون بالكسر أي : أخلص التوحيد لله والعبادة ومتى ورد القرآن بقراءتين فكل منهما ثابت مقطوع به فجعل الله تعالى من صفة موسى عليه السلام كلا الأمرين . ثانيها : قوله تعالى : { وكان رسولاً } إلى بني إسرائيل والقبط { نبياً } ينبئه الله بما يريد من وحيه لينبئ به المرسل إليهم فيرتفع بذلك قدره فلذلك صرح بها بعد دخولها في الرسالة ضمناً إذ كل رسول نبيّ وليس كل نبيّ رسولاً خلافاً للمعتزلة فإنهم زعموا كونهما متلازمين فكل رسول نبيّ وكل نبيّ رسول وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى في سورة الحج عند قوله : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ } [ الحج ، 52 ] .