فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مُوسَىٰٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ مُخۡلَصٗا وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا} (51)

{ واذكر في الكتاب } أي واقرأ عليهم من القرآن قصة { موسى إنه كان مخلصا } بفتح اللام أي جعلناه مختارا وأخلصناه ، وقرئ بكسرها أي أخلص العبادة والتوحيد لله غير مراء للعباد { و } أنه { كان رسولا نبيا } أي أرسله الله إلى عباده فأنبأهم عن الله بشرائعه التي شرعها لهم ، فهذا وجه ذكر النبي بعد الرسول مع استلزام الرسالة للنبوة ، فكأنه أراد بالرسول معناه اللغوي لا الشرعي ، والله أعلم .

وقال النيسابوري : الرسول النبي الذي معه كتاب والنبي الذي ينبئ عن الله عز وجل وإن لم يكن معه كتاب ، وكان المناسب ذكر الأعم قبل الأخص إلا أن رعاية الفواصل اقتضت عكس ذلك ؛ كقوله في طه : { رب هارون وموسى } . قاله مجاهد : النبي هو الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل ، وفي لفظ الأنبياء الذين ليسوا برسل يوحى إلى أحدهم ولا يرسل إلى أحد ، والرسل الأنبياء الذين يوحى إليهم ويرسلون .