{ إن الذين يكتمون } الناس كأحبار اليهود { ما أنزلنا من البينات } كآية الرحم ونعت محمد صلى الله عليه وسلم { والهدى } أي : ما يهدي إلى وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم والإيمان به { من بعدما بيناه } أوضحناه { للناس في الكتاب } أي : التوراة أي : لم ندع فيه موضع إشكال ولا اشتباه على أحد منهم ، فعمدوا إلى ذلك المبين الواضح ، فكتموه ولبسوا على الناس { أولئك يلعنهم الله } وأصل اللعن الطرد والبعد { ويلعنهم اللاعنون } أي : يسألون الله أن يلعنهم ويقولون : اللهمّ الَعنهم .
تنبيهان : أحدهما : اختلف في هؤلاء اللاعنين ، فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : هم جميع الخلائق إلا الجنّ والإنس ، وقال عطاء : هم الجنّ والإنس ، وقال الحسن : هم جميع عباد الله ، وقال مجاهد : البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا أمسك المطر وتقول : هذا من شؤم ذنوب بني آدم .
ثانيهما : هذه الآية توجب إظهار علوم الدين منصوصة ومستنبطة وتدل على امتناع أخذ الأجرة على ذلك . وقد روى الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال : إنكم تقولون أَكثر أبو هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وايم الله لولا آية في كتاب الله ما حدّثت أحداً بشيء أبداً وتلا : { إنّ الذين يكتمون } الآية ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.