السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (218)

ولما ظنّ السرية أنهم إن سلموا من الإثم فلا يحصل لهم أجر أنزل الله تعالى .

{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا } أي : فارقوا عشائرهم ومنازلهم وأموالهم { وجاهدوا } المشركين { في سبيل الله } لإعلاء دينه ، وكرّر سبحانه وتعالى الموصول لتعظيم الهجرة والجهاد ، وكأنهما مستقلان في تحقيق الرجاء { أولئك يرجون رحمة الله } أي : ثوابه أثبت لهم الرجاء إشعاراً بأنّ العمل غير موجب ، ولا قاطع في الدلالة ، سيما والعبرة بالخواتيم { والله غفور } للمؤمنين لما فعلوه خطأ وقلة احتياط { رحيم } بهم بأن يجزل لهم الأجر والثواب .